علامة انتشار

أضافوا خلال أحاديثهم لـ«الوطن» أن المعرض يشكل علامة انتشار وتوجه، وبدء مسيرة لزيارة دول الخليج ومختلف العواصم، وذلك نظير المستوى المتميز للأعمال المعاصرة المطروحة، ذات التقنية والمستوى الفني الراقي، ومن خلاله ينقل رسالة جميلة عن فنون «ما بعد الحداثة» وفنون «المعاصرة» إلى العالم «الغربي»، ويفسر مدى تطور الفنان الخليجي العربي، ومدى رقي طريقة تفكيره وحواره الفني.

وجهات أخرى

أكد قائمون على المعرض أن المعرض حمل مسمى «وجهة»، وكانت الوجهة الأولى هي الأحساء، وستكون في الأيام المقبلة جولة بالمعرض إلى «وجهات» أخرى داخل وخارج المملكة، ويجري حاليًا الترتيب لإعداد جدول زمني واختيار الوجهات الأخرى، وذلك تلبية لرغبات تشكيليين ونقاد، زاروا المعرض وأبدوا إعجابهم، واستحقاق المعرض بالجولة.

أسلوب العالمية

أبانت التشكيلية، والأكاديمية شذى النعمان «عراقية»، عقب جولتها في المعرض، الذي أخذ أسلوب المعارض التشكيلية العالمية، أن التشكيلي يطرح أسلوبه من خلال لوحتين فأكثر، لمعرفة أسلوبه، من خلال مشاهدة أكثر من عملين على نفس النمط والأسلوب للتشكيلي الواحد، وفي هذا المعرض، تخصيص عملين لكل تشكيلي، بإجمالي 60 لوحة بنفس القياسات، وكل تشكيلي من خلال العملين التشكيليين، خلق حوارا متسلسلا يبدأ من العمل الأول وينتهي بالعمل الثاني، أو يخلق نمطا متكررا ما بين العملين، أو يخلق توازنا بين العملين الأول والثاني.

المجتمع المحلي

أوضحت النعمان أن الفن المعاصر تميز بالابتعاد عن الأساليب التقليدية إلى نهج تجريبي أكثر تجريدًا لإنشاء الأعمال الفنية، وتشمل الحركات الفنية الحديثة الكبرى، وغالبًا ما يعتبر الفن المعاصر مرآة للحياة اليومية، ويعكس واقع المجتمع المعاصر واهتماماته، والأحداث الجارية والقضايا الاجتماعية والثقافية لإنشاء أعمالهم، وهو طريقة للتحفيز العقل والعواطف، وتشجيع الإبداع والتعبير عن الذات، مما يجعله شكلًا قيمًا من أشكال التواصل، ويعكس ثقافة المجتمع الحالي، ويقدم نظرة ثاقبة للعالم.

للتواصل مع الآخرين

قالت التشكيلية والناقدة، فاطمة العلي: وجدت في معرض «وجهة» ما لم أجده في الكثير من المعارض الأخرى، كانت القاعة واسعة تغمرها الألوان والأشكال، حيث تتماوج الإبداعات وتتراقص الخطوط على الجدران، رحلة فنية مميزة في عالم التجريد المعاصر، لم يكن المعرض معرضًا فنيًا فقط، بل كان رحلة عبر عقول مجموعة من الفنانين المبدعين، ورحلة لاكتشاف الذات والتعبير عن المشاعر والأفكار بأشكال تجريدية تتحدى التفسير وتثير الدهشة، ومع كل لوحة، وجدث نفسي مغمورة بعالم من الألوان والأشكال، يُثير بعض اللوحات مشاعر الفرح والسعادة، ويُثير بعضها الآخر مشاعر الحزن والأسى، ويُثير بعضها الآخر مشاعر الغضب والتمرد، وكل لوحة تُقدم تجربة فريدة للمشاهد، وتترك له مساحة واسعة للتفسير والتأمل، وبات المعرض رحلة لاكتشاف الذات، رحلة لفهم المشاعر والأفكار، ورحلة للتواصل مع الآخرين، ورحلة للبحث عن معنى الحياة.