أفصح روائيون ونقاد «سعوديون» بأن الرواية السعودية تعاني مشكلة المحاكاة والتقليد، سواء على المستوى الكلاسيكي أو الحداثي، وبعض رواياتنا تحاكي أسلوبًا ما ولا تبتكر طرقاً جديدة، وفق القواعد المتفق عليها، فنجد نفَس الكاتب الأجنبي بين صفحات الكاتب المحلي، كما نجد ذات النفَس الذي يكتب به الكاتب العربي من خارج حدودنا لدى المحلي الآخر.

تفتقر للمفردة البليغة

قال الروائي عبدالعزيز الجاسم: بل إن ذات الآلية، باتت موجودة لدى المقلِّدين الجدد، الذين انتهجوا النهج الحديث في الكتابة، فتميز كاتب في جانب «فانتازي» مثلًا، يدعو كثيراً من الكتّاب المبتدئين لتقليده، ظنًا منهم أنهم بذلك سيصلون للشهرة والانتشار وربما العالمية، وهذا يقودنا لمشكلة ثانية تتعلق باللغة؛ فتركيز كثير من الكتاب على تقليد الأساليب الماضية، جعل العديد منهم لا يهتم باللفظ بقدر اهتمامه بإظهار جانبَي الدهشة والمتعة في النص من خلال طرح الأفكار، وتشعبها داخل السرد، وهذا قدم لنا نصوصًا ممتعة فعلًا، لكنها تفتقر غالبًا للمفردة اللفظية البليغة، فجاء بعض النصوص باهتا متكررا رغم اختلاف الأفكار ومسارات القصّ فيها.

تتسرب الأهواء الشخصية

بدوره، أضاف الروائي حسن الشيخ بأن الجوائز المخصصة للرواية أو الأدب بصورة عامة داعمة للحراك الثقافي، سواء كان هذا الحراك محليًا أو دوليًا، ودعمًا للأديب، واعترافًا بدوره الحضاري، وأنه من البديهي في فوز رواية ما مؤشر على تفردها وقوتها، مؤكدًا أنه قد تتدخل بعض الأحيان آراء لجان الفرز، أو تتسرب الأهواء الشخصية عند ترشيح رواية ما لجائزة مرموقة إقليمية كانت أم دولية، بيد أن لجان الجائزة لا تضحي بمصداقيتها، لهذا فإن فوز رواية ما بجائزة، دليل على أهليتها للفوز.

يغلب عليها التسطيح

أوضح الشيخ، أن الكتابة الروائية المتخصصة، موجودة بوضوح، ونجدها في أغلب الأعمال السينمائية والمسرحية، أو تكتب هذه الأعمال بناءً على طلب دور النشر أحيانًا، التي تستهدف شريحة من القراء، ولكن البعض يجادل في تلك الأعمال، ويعدها من ضمن الأعمال التجارية، وبالفعل يغلب عليها التسطيح والصنعة، واستدرار العواطف والمشاعر، ومضى بقوله: أنا شخصيًا لا أنظر إليها بعين الإكبار، بل إن الناشر أو المخرج يتدخل كثيرًا ليوجه الأحداث كما تشاء الشريحة المستهدفة، والأغرب أن الكثير من هذه الأعمال، ليست مكتوبة روائيًا، ولا تباع في الأسواق، لأنها أعدت -في معظمها- شفويًا للعمل التلفزيوني، وأنها باختصار ليست من الأدب في شيء.

تجميع قصص أو حكايات

شدد الروائي صالح السويد، بالإشارة إلى أن من قراءته لبعض الأعمال، التي حصدت جوائز، لم يجد فيها كثيرًا، ما يشفي الغليل، بل هناك انتقائية، وهنا كتاب مغمورون لم يبحثوا عن الشهرة، مقارنة بأعمال أخرى لم تبحث عن الشهرة، وهناك فارق بين حبك الرواية وبين تجميع قصص أو حكايات تفتقر لمفهوم الرواية، لافتًا إلى أن الموروث الشعبي والأساطير، قد يلجأ لها الراوي لسد فراغ، وهروب من دمج الواقع والخيال لحبك الرواية.

للكتابة الروائية التقليدية أنواع عديدة:

- الواقعية.

- الرومانسية.

- الأسطورية.

- التاريخية.

- الرواية الشعبية.