2024/05/13 | 0 | 713
(بين الأمير والقامات الثلاث)
الأخ العزيز والصديق الجميل، الشيخ الدكتور (عادل بن علي بن محمد الأمير) من الشخصيات الأحسائية الرائدة على الصعيد العلمي والاجتماعي والثقافي، التي جمعت بين الحسنيين، حيث ظفر بالدراستين:
(الحوزوية) التي درسها على أيدي مجموعة من العلماء والأساتذة في (الأحساء وقم والكويت) إلى أن وصل فيها إلى مرحلة البحث الخارج.
و(الأكاديمية) التي حصل فيها على شهادة (البكالوريوس) من جامعة الملك فيصل بالأحساء، كما أنه حاصل على (درجة الدكتوراه في الفلسفة)
في نشاطه العلمي والثقافي والاجتماعي هو (كالنحلة) ليس فقط في غزارة العطاء وجودة الإنتاج الذي هو في لذته ونقائه (كالعسل المصفى)، بل أيضا في حركته الدؤوبة المستمرة، التي لا تعرف الإرهاق والتعب، ولا تستسلم للخمول والكسل، ولا تستشعر السأم والملل، ولا تعترف بالصعوبات والمعوقات.
فأميرنا العادل شعلة مضيئة في أروقة المحافل والمناسبات الدينية والفكرية والثقافية، تجد بصمتها الواضحة ونورها المشرق متجليّا في الكثير منها، كما في دوره البارز في المهرجان السنوي للحوزة العلمية في ذكرى ميلاد السيدة الزهراء عليها السلام، والذي أضاف إليه أميرنا في عام 1443هـ وبفكره النير وإبداعاته المعهودة مسابقة (جائزة زعيم الحوزة العلمية وسيد الشعائر للبحث العلمي)، فأثمرت مجموعة من البحوث الأحسائية عن السيدة الزهراء عليها السلام، وستظل المسيرة مستمرة لجني ثمرات أكثر وأكبر إن شاء الله تعالى.
وكذا إدارته المميزة لمهرجان الغدير السنوي في الهفوف، وتأسيس وإدارة (مسابقة الغدير للبحوث والترجمة) التي ألحقت بذلك المهرجان في العام 1412هـ، والتي قام شيخنا الأمير مؤخرا بانتخاب مجموعة من بحوثها، وعمل على إعدادها وإخراجها في أربع مجلدات تحت عنوان: (موسوعة أبحاث الغدير-مسابقة الغدير والترجمة في الأحساء 1412هـ - 1414هـ) إضافة إلى إعداده وتقديمه وطباعته لترجمة الشاعر الكبير جاسم الصحيح لكتاب (هوية التشيع) للمرحوم الشيخ الدكتور أحمد الوائلي إلى اللغة الإنجليزية، والذي كان هو الآخر من ضمن ثمرات مسابقة الغدير للبحوث المباركة في سنتها الأولى.
فدكتورنا الأمير أيقونة من أيقوناتنا الأحسائية المتألقة، ونخلة من نخيل واحتنا الباسقة، التي متى حظيت بمعرفتها ورفقتها وصحبتها فتأكد أنك حظيت بمعرفة ورفقة وصحبة شخصية جميلة، تجذبك بقيمها الأخلاقية الراقية، وتأسرك بمنظومتها المعرفية الحوزوية والأكاديمية الواعية، وتدهشك بمنابرها الخطابية المتميزة، وتثير إعجابك بمؤلفاتها المتنوعة الرائعة، والتي من بينها:
1- قراءة في قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه.
2- معالم المنهج التربوي لجامعة الإمام الصادق عليه السلام وسماته مقارنة بالمنهج التربوي الحديث.
3- كشكول حول عشيرتي.
4- الصفي مما وقفنا عليه من أوراق الفقيه الهاجري.
5- إيماءات فقهية-وقفات عند بعض تعليقات الفقيه الهاجري على مواقع من كتب فقهية)
6- ثلاث قامات من بلادي.. هكذا قرأتهم.
ولأن دكتورنا الأمير يباري السماء في كرمها السخي، ويجاري البحار في جودها الفياض، تفضل مشكورا بإهدائي ستة من مؤلفاته المهمة، بعضها يتكوّن من عدّة مجلدات، تتمثل في (موسوعة بحوث الغدير بمجلداتها الأربعة، وترجمة الشاعر الصحيح لهوية التشيع، إضافة إلى الكتب الأربعة الأخيرة في التسلسل الذي ذكرته من مؤلفاته القيمة)
وسيكون حديثي في هذه الوريقات محصورا في تسليط الضوء على كتاب (ثلاث قامات من بلادي) الصادر عن (جواثا للنشر، بالتعاون مع دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع) في ثلاث مجلدات تقع في (828) صفحة، قدم فيها الدكتور الأمير قراءته لثلاث قامات دينية علمية أحسائية كبيرة، هي:
1- آية الله الشيخ محمد بن سلمان الهاجري، وقد خصّه بالمجلد الأول.
2- سماحة العلامة السيد محمد علي العلي، وقد خصّه بالمجلد الثاني.
3- سماحة العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي، وقد خصّه بالمجلد الثالث.
وليس قصدي من تسليط الضوء على هذا الكتاب أن أقوم بقراءته قراءة تحليلية، ولا أن أدرسه دراسة نقدية، فذلك حمل ثقيل لا أقوى عليه، كما أنه يحتاج إلى وقت ربّما لا أملكه، إضافة إلى ما يستدعي ذلك من الإطالة التي لا تستوعبها هذه الوريقات، ولذا فإن كل ما سأقوم به هو محاولة عرض هذا الكتاب بقصد المساهمة البسيطة في التعريف به، وإعطاء صورة واضحة المعالم عنه.
وسيكون عرضنا هذا محصورا في خمس نقاط، على النحو التالي:
النقطة الأولى: سبب اختيار الشيخ عادل لهذه القامات الثلاث.
النقطة الثانية: وقفة مع عنوان الكتاب.
النقطة الثالثة: إضاءة على الإهداء.
النقطة الرابعة: إلماعة عن المقدمة.
النقطة الخامسة-أهمية الكتاب.
وذلك أن الحديث عن هذه النقاط الخمس يمكننا من التعرف على الكتاب، ويعطينا صورة واضحة المعالم عن طبيعته وهويته ولو على نحو الإجمال.
النقطة الأولى-سبب اختيار الدكتور الأمير هذه القامات الثلاث:
كلنا نعلم أن الأحساء أنجبت الكثيرين من القامات العلمية الدينية، وبعض العلماء لدينا وصلوا إلى مراتب علمية رفيعة جدا، بل الكثيرون منهم قد أجيزوا بالاجتهاد، وبعضهم تصدوا للمرجعية الدينية، ولهم مقلدوهم في الأحساء وخارجها، بل بعضهم تجاوزت مرجعيته المملكة عموما، حيث امتدت مرجعيتهم إلى الكويت والبحرين وعمان والعراق...فلماذا ترك الشيخ عادل هؤلاء جميعا، وحصر كتابه في هذه القامات الثلاث؟! ولماذا -على الأقل- لم يضف إليها قامات أخرى سواء كانت معاصرة لها أم متقدمة عليها؟!
ويمكننا أن نذكر في إجابة هذا السؤال الوجيه عدة أمور على النحو التالي:
الأمر الأول: إن المؤلف الكريم لم يكن بصدد تأليف كتاب في ترجمة أعلام الأحساء، ليتصدى إلى ترجمة جميع الأعلام أو ما يمكن ترجمته منهم.
الأمر الثاني: حتى في هذا الكتاب لم يكن الشيخ الأمير بصدد ترجمة هذه القامات الثلاث، وإنما هو فقط بصدد تقديم قراءة شخصية انطباعية لها، ليقدمها لقرائه كما عايشها وقرأها بنفسه، وليس من خلال ما قاله أو كتبه عنها الآخرون.
الأمر الثالث: أتصور أن الكاتب الأمير أراد بتأليف كتابه هذا الوفاء لهذه القامات الثلاث، ورد ولو بعض ما لها من فضل عليه، فهو قد تلقّى دروسه الدينية على يد قامتين من هذه القامات الثلاث، هما آية الله الشيخ محمد الهاجري، والعلامة السيد محمد علي العلي، وإضافة إلى الدراسة والتتلمذ أيضا تربطه بهذه القامات علاقات خاصة بعضها نسبية، وبعضها وجدانية، وبعضها اجتماعية، وبعضها ثقافية...إلى غير ذلك من أنواع العلاقات التي ربطت الشيخ الأمير بهذه القامات وانعكست آثارها الإيجابية على شخصيته، وربما كانت أو بعضها من أسباب نجاحه وتحقيقه ما حقق لنفسه من إنجازات، فكان من الطبيعي جدا أن يقوم بتأليف هذا الكتاب عنها من باب الوفاء لها، والعرفان بفضلها ومعروفها.
وقد تكلم الأمير في ثنايا كتابه هذا عن هذه العلاقات التي كانت بينه وبين هذه القامات.
الأمر الرابع: برأي الكاتب أنه توجد بين هذه القامات الثلاث بعض المشتركات، مما جعله يحصر كتابه هذا فيها باعتبار أن هذا العنصر من العناصر التي بنى عليها الكاتب فكرة كتابه.
وقد خصص المؤلف الأمير الفصل الأول من المجلد الأول للحديث عن هذه المشتركات، التي أجملها في ثمان مشتركات، نذكرها بصياغتنا وأسلوبنا وعلى نحو الإجمال، ومن أراد الوقوف عليها تفصيلا بقلم المؤلف نفسه، فليرجع إلى المجلد الأول من الكتاب.
المشترك الأول-إنهم أبناء عصر واحد من تاريخ الأحساء والمواقع الأخرى التي أقاموا فيها أو نشأ فيها أحدهم[1]:
وفيه أشار المؤلف إلى تميّز بلد هجرتهم العلمية (العراق) حينها بالقوة الاقتصادية، والبيئية الثقافية المساعدة على الدراسة العلمية، كما أشار إلى بعض الأحداث الكبرى المحلّية والإقليمية والعالمية التي عاصروها وعايشوا أحداثها، كدخول الملك عبد العزيز منطقتهم الأحساء سنة 1331هـ وانتصار الثورة الإسلامية، وحرب الخليج الأولى، والغزو الصدامي للكويت، وحرب الخليج الثانية، واحتلال أمريكا للعراق، وتفكك الاتحاد السوفيتي...إلى غير ذلك مما اكتفى المؤلف بتعداده من دون أي حديث عنه، أو تعليق عليه[2].
أما الأحداث التي ذكرها المؤلف في هذا المشترك، وتحدث عنها وعن بعض تداعياتها فهي:
1- الصيرورة الاستعمارية إثر الحرب العالمية الثانية[3]:
وفي حديثه تحت هذا العنوان أشار المؤلف إلى بعض ما شاهده هؤلاء الأعلام من أسلافهم الكبار من مواقف مشرّفة في مواجهة الاستعمار والغزو الفكري للدول الإسلامية، سواء على الصعيد الثقافي أم غيره، ومن بين هؤلاء بعض الأعلام الأحسائيين ومن نماذج أولئك سماحة آية الله الشيخ محمد العيثان الذي ألف كتابه (الرد على كتاب الباكورة) الذي يمثل وقفة أحسائية مشرّفة في وجه الاستشراق السلبي، والتبشير المسيحي، والرد على القاضي يوحنا النصراني ونيله من المبادئ الإسلامية، وتطاوله على النبي الأكرم والقدح في نبوته صلى الله عليه وآله، وذلك في كتابه سيء الذكر (الباكورة)
كما أشار المؤلف إلى مشاهدة هؤلاء الأعلام مواقف أخرى لكبار العلماء والمراجع في مواجهة الاستعمار، وعايشوا أثر تلك المواقف وتداعياتها، كثورة التنباك للمجدد الشيرازي، وثورة العشرين في العراق بقيادة العلماء والمراجع، وموقف السيد الحكيم وفتواه الشهيرة ضد الشيوعية، إضافة إلى ما شهده هؤلاء الأعلام من غرس الكيان الصهيوني في قلب الأمة الإسلامية، وموقف العلماء والمراجع الرافض لذلك، إلى أن ختم بالإشارة إلى ما كان لأحد هؤلاء الأعلام -وهو الفضلي- من (مدخل تأصيلي ملفت للحق العربي والإسلامي في الأراضي المحتلة من قبله، وهو وقفية الأراضي المحتلة التي تدعو بل تؤكد عدم جواز التفريط بها)[4].
2- قيام العهد الملكي في العراق وسقوطه فقيام الجمهورية[5]:
وفيه تحدث المؤلف عن ثورة العشرين وأثرها الكبير والفاعل على البريطانيين وما سببته لهم من خسائر فادحة، جعلتهم يعيدون النظر في سياستهم في العراق، مشيرا إلى بعض ما قاموا به في هذا الاتجاه، ومن ذلك تغيير شكل السيطرة على العراق عن طريق تثبيت مسؤولين سابقين موالين لبريطانيا، مما أدى إلى تنصيب فيصل بن الحسين ملكا على العراق، كما تحدث عن مدى قوة المرجعيات الدينية وما لها من هيبة ونوفذ في العهد الملكي حتى على رموز الحكم، ونقل في ذلك قصة مطوّلة تتعلق بزيارة الملك فيصل بن الحسين للنجف وعدم ذهاب المرجع أبي الحسن الأصفهاني لمقابلته في الحرم العلوي كما هو العرف السائد حينها.
3- التحول الجغرافي البيئي في واحة الأحساء[6]:
وفيه تحدث المؤلف عن بعض المتغيرات البيئية والجغرافية التي حدثت في الأحساء في سبعينيات القرن الرابع عشر وما تلاه، وعن أسباب ذلك التغير، والعوامل التي أدت إليه، كان من أهمها اكتشاف النفط في بداية أربعينيات القرن الواحد والعشرين، واشتمال الأحساء على أكبر حقل للنفط في العالم، وإنشاء شركة أرامكو، والتغير في بيئة الأحساء المائية، موضحا أثر ذلك على الحياة الاجتماعية، ومشيرا إلى ما لواحة الأحساء الزراعية من قيمة وأهمية تاريخية وحضارية تمتد لآلاف السنين، مستشهدا على ذلك ببعض النصوص التاريخية القديمة في الحديث عن الأحساء وحضارتها العريقة، كما نقل بعض المقاطع الأدبية الشعرية التي تشيد بالأحساء وتذكر بعض معالمها وعيونها وأنهارها، وأردف ذلك بحديث عن تلك العيون والأنهار، مؤكدا على أن كل تلك التغيرات والتحولات التي حدثت بعد ذلك -رغم ما لها من تأثير كبير في التغيير البيئي والاجتماعي- إلا أنها لم يكن لها ذاك التأثير الكبير على الزراعة والإنتاج الزراعي في واحة الأحساء التي هي من أهم وأكبر الواحات الزراعية في العالم.
ولم يفت المؤلف أثناء هذا العرض الإشارة إلى أن معاصرة هؤلاء الأعلام الثلاثة لهذه التغيرات والتحولات (كان يتجاوز مجرّد الشهادة على مظهري حياة، بل ويتجاوز آثار ذلك التحول على الصعيد الاقتصادي)[7]، وإن لم يبين كيف كان ذلك.
المشترك الثاني-وضوح بصمات ما عُرف عن علماء الأحساء تاريخيا من سمات الخير[8]:
وفيه تحدث عمّا جبل عليه المجتمع الأحسائي بصورة عامة من تديّن صادق، وولاء خالص للنبي الأكرم وعترته الطاهرة، وما اتصف به من طيبة، وحب للسلام، وقبول للآخر وانفتاح عليه، إضافة إلى صدق انتمائه لأرضه وتعلّقه بها، وحبه لها، مضمّنا ذلك بعض الأبيات الشعرية من قصدية للشاعر الأحسائي المعاصر الكبير جاسم الصحيح في بعض ما امتازت به الأحساء من جميل الصفات، وحسن السجايا، لينطلق من ذلك إلى الحديث عمّا عُرف عن العلماء الأحسائيين في أحسائهم وفي مهجرهم حين يشدّون الرحال طلبا للعلم وسعيا وراء كسبه وتحصيله من صفات عظيمة، وأخلاق كريمة، من أبرزها الدين والإيمان والورع والتقوى، وسمو الأخلاق، ومكارم الآداب، والإقبال على طلب العلم، وشدّ الرحال إلى الحواضر العليمة -كالنجف الأشرف بقصد تحصيله- معللا ذلك بعدة عوامل منها العامل الجغرافي، وما جبل عليه الأحسائيون بصورة عامة من التحلّي بتلك الصفات بالطبيعة والفطرة، وكذا ما لهم من خلفية دينية ضاربة بجذورها في التاريخ إلى ما قبل الإسلام، حيث كان أهل هجر في الجملة يعتنقون الديانة النصرانية المسيحية النسطورية، مما هيأ الأرضية لقبول الهجريين لدعوة النبي واعتناقهم للإسلام دون قتال، وتعمّق الولاء في نفوسهم لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، وقد ذكر المؤلف بعض الأصحاب المعروفين بذلك، بمن فيهم بعض من قاتل مع أمير المؤمنين، واستشهد بين يديه، مشيرا إلى أنه كان (التشيع لعلي عليه السلام الذي هو -بطبيعته النقية- مصنع للتأله الذي تبنّاه عليه السلام ورعاه، ومنه التراث الذي اعتنقه جلّ من أشرت إليهم من أعلامنا الأحسائيين الأوائل، وكانت بصماته واضحة فيما أثر عنهم...)[9].
وذكر مثالا على ذلك ما طلبه همام من الإمام عليه السلام بأن يصف له المتقين، ونقل خطبة الإمام في وصفهم، وأعقب ذلك بنقل بعض أبيات من قصيدة الشيخ حسن الدمستاني في أخلاقيات التألّه، والتي يقول في مطلعها:
ألا ترى أولياء الله كيف قلت طيب الكرى في الدياجي منهم القلل
جاعلا هذا النقل لهذه الأبيات ختام الحديث عن هذا المشترك.
المشترك الثالث-العفوية وعدم التصنع[10]:
وفيه أشار المؤلف إلى امتياز هؤلاء الأعلام الثلاثة بقوّة الإيمان، واتصافهم بالثقة في النفس، وعدم سعيهم نحو المناصب، إضافة إلى ما تجسّد في كل واحد منهم من قوّة الشخصية، والمراعاة للآخرين في السلوك وردود الأفعال.
المشترك الرابع-المواصلة العلمية في مزاولة التخصص[11]:
وفيه أشار دكتورنا الأمير إلى المواصلة العلمية لهؤلاء الأعلام الثلاثة منذ انطلاقهم في طلب العلم وتحصيله، ومن ثم الاستمرار في نشره وتعليمه إلى أوان رحيلهم من عالم الفناء إلى عالم البقاء، وإن اختلفت الوسائل بينهم في ذلك، فقد كان ذلك بالنسبة لآية الله الهاجري والعلامة العلي عن طريق تدريس المقررات العلمية الحوزوية بداية من المقدمات وصولا إلى البحث الخارج، وبالنسبة للعلامة الفضلي عن طريق الكتابة والتألف في مختلف فنون العلم والمعرفة، مما (كان له الأثر الإيجابي في تقدّم كل منهم في مجال تخصصه الفقهي الأصولي...)[12].
أضف إلى ذلك الكفاءة التي امتازوا بها في أداء المهام التي تحمّلوا مسؤولية الاضطلاع بها، والتي هي من أهم عوامل النجاح في أداء رسالة الإصلاح، وكذلك التفوّق الشخصي الناتج عن قوّة الإرادة، وأيضا انتماؤهم إلى المجتمع الأحسائي المقدِس بطبيعته للعمل، ووعيهم الديني الحوزوي لأهمية العلم وقداسته في الإسلام الذي يحث على طلبه من المهد إلى اللحد.
المشترك الخامس-وجود ما يمكن قراءته كمشروع في سيرة كل منهم[13]:
وقد افتتح مؤلفنا الأمير حديثه عن هذا المشترك بتوضيحه بأنه لا يعني بالمشروع المصطلح الإداري بمعناه الحرفي، وإنما فقط (استعارة ما في هذا المصطلح من وجود فكرة وهدف، إرادة تغيير، تحسس للمواد المتاحة، ومن أهمها الوقت ومحدوديته، تخطيط وتنفيذ، ومراقبة ومراجعة بما تنطوي عليه من تغذية راجعة...)[14].
ليؤكد بعد ذلك على أن لكل واحد من هؤلاء الأعلام الثلاثة مشروعه الخاص بهذا المعنى، إذ (لم يكن العمل التطوعي الذي ختم الفقيه الهاجري رضوان الله عليه اثني عشر عاما من تبوئه القضاء -مثلا- إلا مرحلة في أدائه فيه، سُبقت في مسيرته بمرحلته بالتميز، التي سُبقت وزُومنت بدورها من قبله بدعم مسيرة القضاء الجعفري في مجتمعه بعلمه من جهة، وبتمكين المؤتمن في مراحل منه من خلال صلاحياته كفقيه مجتهد)[15].
أما العلامة العلي فقد تمثل مشروعه العلمي الشعائري في تأسيس الحوزة العلمية ورعايتها، وفي تبنيه للشعائر الدينية وإحيائها، كما تفرّغ العلامة الفضلي لمشروعه الكتابي حتى أنتج يراعه ما أنتج من مؤلفات قيمة متنوعة لا يخفى على أحد أهميتها وسمو أهدافها.
المشترك السادس-تجربة علمية وعملية مميزة في الوطن والمهجر[16]:
ولم يتحدث المؤلف عن هذه التجربة بأي شيء، وإنما اكتفى بالإشارة إلى أن ترجمة كل منهم تشير إليها، بل إلى مشروع كل واحد منهم حسب قراءة المؤلف، مؤكدا على أنه (لا يخفى ما للتجربة والمراس العلميين الاجتماعيين من دور في هوية المشروع)[17].
ولعله اكتفى بالإشارة إلى هذه التجربة لأنه أرجأ الحديث التفصيلي عنها في ترجمة كل قامة من هذه القامات.
المشرك السابع-وضوح تقيدهم بضبط الخطاب الإعلامي الديني العام كما وكيفا[18]:
وقد استهله المؤلف بالإشارة إلى الدور الديني الاجتماعي الإصلاحي الذي مارسه هؤلاء الأعلام طيلة حياتهم من التدريس الحوزوي، وإلقاء المحاضرات العامة، وإحياء المناسبات الدينية، وتأليف الكتب، مؤكدا على أن ذلك كان مضبوطا ومقنّنا من حيث الكم والكيف بما يتناسب مع تخطيط كل واحد منهم مع رؤيته ومشروعه، عكس ما يمكن أن نراه من فوضى وتطرّف في بعض الخطابات الدينية المعاصرة.
المشترك الثامن-وضوح حرمة ورعاية المجتمع وأفراده في أدائهم[19]:
وقد ذكر المؤلف في توضيح هذا المشترك عدة نقاط، نشير إليها إجمالا، وندمجها مع بعضها رعاية للاختصار، فمن ذلك ابتعادهم في القضايا الدينة والاجتماعية عن المغامرات غير المحسوبة، وقلّة الظهور الإعلامي، والابتعاد عن مواطن الإثارة، والاعتدال والموازنة في الأمور.
واستطرد المؤلف إلى أن ختم بالتأكيد على أن هؤلاء الأعلام الثلاثة ونظائرهم من أسلافهم (قد تعاطوا فيما يتعلق بشؤون مجتمعاتهم تعاطيهم فيما يتعلق بشؤون عوائلهم وخاصتهم تعاط دافعه الحب والحرص، لا مثل طلب مجد شخصي على حسابها)
موضحا أن ذلك يعود لعوامل عدة (من أهمها: البناء على خلفية من التجربة العلمية العملية التي لم تبدأ بهم، بل هي ذات تاريخ ممتد من العمل الاجتماعي الذي كانوا فيه جميعا امتدادا لقامات ينتمون إليها، مع قراءة محكمة للدين الحنيف، تجد حرمة الإنسان فضلا عن المجتمع فردا ومجتمعا منه في الصميم)[20].
النقطة الثانية-وقفة مع عنوان الكتاب:
عنوان الكتاب: (ثلاث قامات من بلادي-هكذا قرأتهم) وهو جامع لما يشترطه المختصون في العناوين، باعتبار أنه يدل -بوضوح- على المحتوى، وأنه خاص بهذه القامات الثلاث، كما أنه جامع لهذه القامات، مانع لدخول غيرها، وفيه بيان لطبيعة الكتاب وأنه يمثل قراءة المؤلف الشخصية لهذه القامات الثلاث وانطباعه عنها، أكثر مما هو كتاب سيرة مطولة، أو ترجمة مختصرة، إضافة إلى ما فيه من قصر إذ أن العنوان الأصل لم يتجاوز الأربع كلمات، كما أن العنوان الفرعي التعريفي لم يزد عن الكلمتين.
هذا بصورة عامة، أما إذا أردنا أن نتعمّق قليلا في دراسة هذا العنوان، فيمكننا أن نشير إلى عدة أمور مهمة، على النحو التالي:
أولا: إن المؤلف وصف هذه الشخصيات الثلاث (بالقامات) وهو وصف له دلالته العميقة والمهمة جدا، فكأنما أراد المؤلف من العنوان -أولا وقبل كل شيء- أن يبين سببا من أسباب تأليفه لهذا الكتاب، ويكشف عن دافع من أهم دوافع قراءته لهذه الشخصيات، وهو قناعته الشخصية بأن هذه الشخصيات الثلاث ليست شخصيات عادية، عاشت على هذا الكوكب الأرضي حفنة من السنين ثم ماتت ودسّت في التراب دون أن يكون لها أي أثر في الحياة، وإنما هي شخصيات كبيرة، وقامات شامخة تطاول نخيل الأحساء الباسقة، بما قدمته لدينها ومجتمعها وأمتها من عطاء كثير وكبير، وما حققته من إنجازات عظيمة وجليلة، أكسبتها المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة، وحققت لها المجد والخلود في الحياة.
والاحتفاء بالشخصيات العظيمة، والقامات الكبيرة بكل أشكاله وأنواعه، وبما في ذلك الترجمة لهم، والتأليف لسيرهم، والتعريف بإنجازاتهم، والقراءة الانطباعية والتحليلية والنقدية لشخصياتهم ومختلف جوانب حياتهم، مظهر حضاري، ودليل تقدم ورقي، وهو مما اهتمت به البشرية جمعاء بمختلف أوطانها ولغاتها ومللها ونحلها...
وحري بنا -كأمة واعية متحضرة- أن نحتفي بشخصياتنا الكبيرة، وأن نخلدها للتاريخ، كما هو الحال في هذه القامات الثلاث التي هي جديرة بالتأليف عنها، والقراءة لها.
لعل هذا المعنى أول ما أراد المؤلف قوله من وصفه لهذه الشخصيات بالقامات، وجعله ذلك عنوانا لكتابه، وهذا في حدّ ذاته يغري القارئ الواعي ويحفّزه على اقتناء الكتاب وقراءته ليتعرّف على هذه القامات، وليرى هل هي فعلا كما وصفها المؤلف في عنوان كتابه، أم أن في هذا الوصف ما فيه من غلو ومبالغة؟!
فهو وصف يجمع بين إغراء القرّاء للقراءة من جهة، ويحمّل المؤلف مسؤولية إثبات هذا المدعى من جهة ثانية، أما الحكم بأنه وُفّق في ذلك أم لا؟ فهو متروك للقرّاء وتقييمهم.
ثانيا: من شروط العنوان أن يكون دالا على المعنون دلالة كاملة وواضحة.
والحقيقة إن عنوان هذا الكتاب (مجرّدا) لا يحقق تلك الدلالة بذلك الوضوح، وذلك لعجزه عن التعريف بهذه القامات الثلاث ومن هي؟
ومما يحسب للمؤلف أنه عالج هذه المشكلة وحلّها بحنكة وذكاء، وذلك أنه اعتاض عن ذكر تلك القامات بأسمائها بوضع صورها على الغلاف الخارجي للكتاب في إخراج فني جميل.
وهذا -إضافة إلى ما فيه من مظهر فني وجمالي للغلاف- أيضا حقق أمرين مهمين:
الأول: الاختصار في العنوان، إذ لو أن المؤلف كتب أسماء هؤلاء القامات لطال العنوان كثيرا.
الثاني: إن المؤلف لجأ في تعريفه بهذه القامات إلى ما يسمى (بالاكتفاء) الذي هو ضربٌ من الإيجاز، وفنٌ رائع من فنون ما يسمى فن أو علم (البديع)[21].
بمعنى أن المؤلف اكتفى بوضع الصورة عوضا عن ذكر الأسماء كمحاولة عملية منه في إثبات أن هذه الشخصيات فعلا هي قامات شامخة، ومشهورة ومعروفة في الوسط الإسلامي، وخصوصا بين علماء الدين، فليست محتاجة إلى أن نذكرها بأسمائها، بل يكفي في معرفتها النظر إلى صورها فيتم التعرف عليها.
ومن الأقوال الدارجة على ألسنة الناس، والتي اشتهرت خصوصا في عصرنا الحاضر حتى في وسائل الإعلام المختلفة، قولنا: (الصورة تتكلم) والمعنى أنها تكفي في الدلالة عن الكلام، وذلك أن الكلام ليس محصورا في اللفظ، بل كل ما دل على معنى فهو كلام، فالإشارة الواضحة كلام، والنظرة المعبّرة كلام، والابتسامة الطافحة كلام، واللوحة الفنية كلام...وهكذا كل ما دل على معنى فهو كلام، فالصورة كلام.
وعليه فصور هذه القامات على صفحة العنوان ليس فقط من أجل الإخراج الفني الجميل لغلاف الكتاب، وإنما هي كلام أفصح وأبلغ من كل كلام في التعريف بهذه لقامات التي يعنيها المؤلف وسيقدم قراءته لها وعنها في كتابه هذا.
ثالثا: حرص المؤلف على نسبة هذه القامات إلى موطنها، ليكون العنوان أوسع في الدلالة، وأشمل في التعريف، إذ بهذه النسبة لم ينحصر العنوان في التعريف بهذه الشخصيات وأنها قامات، بل زاد على ذلك أن أرشد إلى موطنها الذي تقطنه وتعيش فيه.
والشيء المهم الذي يجب أن نلتفت إليه جيدا، هو أن المؤلف لم يقل في نسبة هذه القامات إلى موطنها: (من الأحساء) وإنما قال: (من بلادي)، وربما أراد من ذلك أن يؤكد على أمرين كلاهما من الأهمية بمكان:
الأول: تأكيد صدق الانتماء للوطن، والإخلاص له، ووجوب عدم المساومة أو المزايدة على حبه وولائه والوفاء له، لا من منطلقات عرقية، ولا عصبية، ولا قبلية، ولا طائفية مذهبية، ولا غيرها.
الثاني: الاعتزاز بأمجاد الوطن وإنجازاته، وبشخصياته الكبيرة، وقاماته العظيمة، التي أفنت عمرها في خدمته وخدمة أبنائه، تماما كما هو الحال في هذه القامات الثلاث التي قدمت ما قدمت من خدمات جليلة، خصوصا على الصعيد العلمي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي...حتى أصبحت محل كل الفخر والاعتزاز.
وأما العنوان الفرعي: (هكذا قرأتهم) فهو -كما أشرنا- يوضح هوية هذا الكتاب وطبيعته، وأنه ليس كتاب ترجمة، ولا عرض سيرة -وإن كان لا يخلو من ذلك- بقدر ما هو قراءة شخصية من المؤلف لهذه القامات الثلاث.
النقطة الثالثة-إضاءة على الإهداء[22]:
أهدى المؤلف كتابه هذا إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: النبي الأكرم وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وهذا مناسب جدا لطبيعة هذا الكتاب كونه عن شخصيات متصفة بالحب والولاء للنبي وآله، كما أنها نهلت من علومهم، وحملت رسالتهم، واقتدت بهم في القول والعمل، إضافة إلى أنه إهداء ربما أراد المؤلف من خلاله أن يعبّر عن صدق ولائه للنبي وآله، وأن يتشرّف بإهدائهم عمله هذا، طالبا منهم كرم القبول، وحسن الجزاء خصوصا في {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[23].
الفئة الثانية: القامات الثلاث.
وأيضا هذا طبيعي جدا، فكون هذا العمل عنها فهي أولى به من غيرها، كما أن ذلك يعبّر عن ردّ الجميل والمعروف الذي لها على المؤلف.
الفئة الثالثة: كل عالم راعى وجه الله في علمه وعمله.
وهنا يجب أن نلاحظ التخصيص، فهو إهداء ليس لكل عالم على الإطلاق، وإنما لكل عالم مخلص لله في العلم والعمل، فهذا الكتاب عن علماء عاملين مخلصين فلا يستحقه إلا العلماء العاملون المخلصون.
النقطة الرابعة-إلماعة عن المقدمة[24]:
افتتح المؤلف مقدمته ببيان المحفز الذي شجعه ودفعه إلى إنجاز كتابه هذا، فذكر قصة لقاء جمعه باثنين من الأصدقاء ومثلهما من الأقرباء، لكنه لم يذكرهم بالاسم، وذلك ليلة ذكرى أربعين سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام من سنة 1439هـ، وفي بعض مفاصل حوار ذلك اللقاء كان الشيخ ينقل بعض ما رآه أو نُقل له من مواقف بعض العلماء في تجسيد القيم العظيمة التي انطلقوا منها في مشاريعهم، مما جعل أقدم الصديقين يقترح عليه فكرة تدوينها وإخراجها في كتاب.
وهذا الاقتراح وافق هوى الشيخ، وتوافق مع رغبته التي كانت تراود تفكيره قبل ذلك الاقتراح، مما جعله يعمل على إنجاز هذا العمل مقتصرا على هذه القامات الثلاث باعتبارها حسب رأيه ووجهة نظره (أهم القامات العلمية التربوية، ذات الاهتمام بالشأن العام في بلاده، والتي ربطته بكل واحد منها علاقة أو تجربة...)[25].
ومن هنا انطلق مباشرة للحديث عن طبيعة كتابه وهويته، وذلك قبل أن يعلن عن هدف هذا العمل وأنه يتمثل في التركيز على مشروع كل قامة من هذه القامات كما وجده هو، والمتعلّق بمسيرة أو تجربة المجتمع الأحسائي أيضا حسب قراءة المؤلف استنادا إلى ما هو عالق في ذاكرته، ومستعينا بما يساعده في تنشيطها.
وقد اتخذ المؤلف من هدف الكتاب هذا عذرا عن عدم قيامه بترجمة هذه القامات ترجمة موسعة، وعرض سيرها عرضا تفصيليا، موضحا أنه اكتفى من ذلك بالقدر الذي يخدم تلك القامات، ويشير إلى بعض ملامحها، من دون الابتعاد عن التركيز على مشاريعها كما شخصها وقرأها المؤلف، كونها موضوع الكتاب ومادته[26].
وقد اعتمد المؤلف في ترتيب هذه القراءات وتسلسلها على أسبقية علاقته وقدمها بكل قامة، وأما عن منهجيته في قراءته فقد أكد أنه أتاح لنفسه فرصة القيام ببض التحليلات، كما أرجع بعض قراءاته لبعض المصادر، وكذا لأشخاص معاصرين، إضافة إلى ما أطلقه لعنانه الأدبي من توثيق بعض أبياته ومقطوعاته الشعرية في مواقف لها علاقة بتلك القامات من جهة، وتخدم العمل من جهة ثانية، إضافة إلى ما قام به من إشارات إلى بعض الشخصيات التي رأى أنها تخدم قراءته، وتساعده على تقديمها بشكل أفضل[27].
وأظن أن هذا هو خير منهج يمكن أن يعتمده القارئ في مثل هذا النوع من القراءات، إذ لا يمكن أن تكون هناك قراءة ما لم يكن هناك عرض وتحليل، كما أن إرجاع بعض القراءات لبعض المصادر والشخصيات يجمع بين التوثيق لها والتوثق منها، خصوصا في حال الخوف من خيانة الذاكرة، كما أن ذكر بعض الشخصيات ضمن القراءة مهم من عدة جهات، ولعدة أسباب، فبعض المواقف لها علاقة بتلك الشخصيات، فلا تكتمل القراءة إلا بذكرها، وبعض المواقف حضرتها تلك الشخصيات فيكون في ذكرها توثيق لها، وبعض المواقف انعكست على تلك الشخصيات بشكل أو آخر، ولا يمكن توضيح ذلك الانعكاس إلا بذكرها، وأما المقطوعات الشعرية فيكفي أنها تضفي على العمل طابعا أدبيا جميلا، أضف إلى ذلك ما أشار إليه المؤلف من توثيق لهذه الأبيات والمقطوعات وعلاقتها بتلك المواقف أو التجارب، كونها ليست أجنبية عن الموضوع.
وكما أن المؤلف أوضح سبب عدم قيامه بالترجمة الموسعة لهذه القامات، كذلك بعد أن ذكر منهجه في قراءته أكد أنها قراءة لا تتعرض للآراء العلمية التفصيلية لهذه القامات، ولا لبيان مواطن الاتفاق والاختلاف فيها كونها خارج موضوع تلك القراءة، التي استعان بالهوامش والملحقات في توضيحها، مما يجعل القراء قد يلاحظون ترجمة المؤلف في تلك الهوامش والملحقات لبعض الأعلام دون غيرهم، وكذا اقتصار الترجمة على ما له علاقة بما هو مذكور في المتن من قراءة، وربما تكررت ترجمة بعض الأعلام وفق ما تتطلبه القراءة في المتن[28].
وفي ختام المقدمة أشار المؤلف إلى اشتمال عمله هذا على بعض الشؤون الإجرائية من صور ولقاءات ونسخ نصوص، موضحا أنه قد أعانه بعض الأحبة على بعضها، مقدما شكره لهم، مؤكدا على أنه إن كان قد نجح في تحقيق ما يصبو إليه من عمله فبتوفيق من الله، وإلا فهو المسؤول عمّا حال عن بلوغه غايته وما كان يأمله من عمله هذا، سائلا من الله التوفيق والقبول[29].
النقطة الخامسة-أهمية الكتاب:
في حال أردت الحديث عن أهمية هذا الكتاب بمجلداته الثلاثة، فربما يمكنني أن أذكر عدة أمور، منها ما هو مشترك بين هذا الكتاب وبين غيره من المعاجم، وكتب الأعلام والسير والتراجم، بغض النظر عن مادتها، وطبيعة عرضها، وعمّا يوجد بينها من تفاوت في القيمة والأهمية، وبعضها يمكن اعتباره من الأمور الخاصة التي امتاز بها هذا الكتاب على غيره.
ومما يمكنا ذكره عن أهمية هذا الكتاب مما هو عام ومما هو خاص على حدّ سواء، ما يلي:
أولا-قلة ترجمة هذه القامات في كتب التراجم:
فرغم ما لهذه القامات من مكانة علمية دينية كبيرة، وما قدمته لأمتها ومجتمعها من خدمات دينية وعلمية واجتماعية كثيرة وكبيرة، إلا أنها لم تأخذ حقها في كتب التراجم والسير، فبعض كتب التراجم لم تترجم لها، وبعضها لم تترجمها بما يتناسب مع مكانتها.
والحقيقة المؤسفة أن هذه المظلومية لأعلام الأحساء ليست مقتصرة على هؤلاء الأعلام الثلاثة، بل هي شاملة لغيرهم أيضا، كما أشرت إلى ذلك في السبب الثالث من أسباب تأليفي لكتاب (السيد محمد حسن الشخص: تاريخ مشرق وحياة حافلة) حيث قلت نصا: (...إن الكثيرين بل الأكثر من أعلام منطقتنا قد ظُلموا كثيرا في كتب التاريخ والسير والتراجم، فبعضهم حتى لم تتم الكتابة عنه، وبعضهم لم تتم ترجمته والتعرض لسيرته بما يتناسب مع تاريخه وعطائه وإنجازاته، فترى له من التاريخ الحافل المجيد ما يحتاج إلى المؤلفات، في حين أن ما قيل في ترجمته لا يتجاوز بضع صفحات، وأحيانا بضعة أسطر وكلمات!
وهذا يجعل المسؤولية الأكبر تقع على عاتقنا نحن أبناء هذه المنطقة في رفع هذه المظلومية عن رموزنا وشخصياتنا، وذلك بالقيام بمثل هذا الدور من ترجمتهم، وعرض سيرهم، والحديث عن حياتهم، والتعريف بجهودهم الكبيرة، وإنجازاتهم العظيمة على أكثر من صعيد وصعيد)[30].
وهذه القامات الثلاث ليست استثناء من هذه المظلومية التي وقعت على أعلام الأحساء في كتب التراجم والسير، ولا شك أن الشيخ الأمير قد ساهم -عمليا- في رفع هذه المظلومية عن هؤلاء الأعلام بما كتبه عنهم، وقدمه من قراءة لهم، من شأنها أن تساعدنا على التوسع في قراءة تاريخهم، والتعرف على سيرتهم وحياتهم، والوقوف على بعض إنجازاتهم، وإن كان الإنصاف يدعونا إلى أن نشير إلى أن الشيخ الأمير ليس أول من أفرد هذه القامات بمؤلفات خاصة بها، بل هناك من سبقه إلى ذلك، كما هو الحال -مثلا- في الأستاذ سلمان الحجي في كتابه (سيرة آية الله الشيخ محمد بن سلمان الهاجري) الذي أعده بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله رضوان الله عليه[31]، والشيخ حسين العباد في (لمحة عن حياة الشيخ محمد الهاجري).
أما العلامة العلي فقد ألف عنه المهندس عبد الله محمد البحراني كتابه (في ذكرى آية الله السيد محمد علي العلي-سيد الشعائر) وهو في مجلدين، الأول في ترجمته، والثاني فيما قيل فيه نثرا وشعرا، إضافة إلى ما ضمه من ملاحق متعددة.
أما بشأن العلامة الفضلي فهناك عدة كتب وبحوث ودراسات ألفت عنه، وعن مؤلفاته ومنهجه، وما شابه ذلك، فقد ألف السيد كاظم باقر الناصر عنه كتابه (في مدرسة العلامة الفضلي) وللدكتور عادل الحسين كتاب (العلامة الفضلي ومنهجه الرسالي) وهناك أيضا كتيب (ذكرياتي مع الشيخ عبد الهادي الفضلي) لعلي المحمد علي، وكتاب (آية الله الفضلي: رائد حضاري في بناء المنهج الحوزوي وتجديد خطابه) للأستاذ باقر الرستم، وكتاب (الدكتور عبد الهادي الفضلي بين الضوء والظل) الذي ضمّ خمس ندوات للعلامة الفضلي، أعدها للطباعة الأستاذ عبد الله الرستم، وكتاب (النقد عند العلامة الفضلي) لكاتب هذه السطور (علي محمد عساكر)
ولعل آخر وأوسع وأهم الكتب التي أُلُفت عنه رضوان الله عليه، هو كتاب (آية الله المجدد الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي: جولة في الفكر وترانيم الوداع) لأخينا العزيز وصديقنا الوفي، الأستاذ المرحوم زهير المحمد علي، وهو كتاب كبير الحجم كثير الصفحات، إذ أنه يقع في (981) صفحة، ويتكون من مقدمة، وتمهيد، وأربعة أبواب، كل باب يتكون من عدة فصول، وملحق صور ووثائق، ثم المصادر، ففهرسة الكتاب، وسبق أن قمت بعرض موسع له ونشرته في عدة مواقع وصحف، تحت عنوان: (كتاب آية الله المجدد الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي: جولة في الفكر وترانيم الوداع) تحت المجهر[32].
ولا شك أن تأليف الشيخ الأمير لكتابه هذا عن هذه القامات الثلاث هو جهد كبير وجميل يضاف إلى تلك الجهود التي سبقته في الكتابة عنها، مما يتيح للقارئ الكريم فرصة التوسع في دراسة هذه القامات، والتعرف على مختلف أبعادها العلمية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وذلك -كما أشرنا- بغض النظر عمّا بين هذه المؤلفات من اختلاف في المادة والمنهج، وتفاوت في القيمة والأهمية.
ثانيا-إنه كتاب عن علاقة وتجربة:
ومما يمتاز به كتاب (القامات) من قيمة وأهمية ما سبقت الإشارة إليه من أن الشيخ عادل انطلق في تأليف كتابه هذا من واقع علاقته الشخصية بهؤلاء الأعلام، وبما مرّ به معهم من تجارب، ووقف عليه بنفسه من أحداث، وشاهده من مواقف وعطاء وإنجاز لكل واحد منهم.
وهذا ما أكده الشيخ عادل نفسه حتى في العنوان الفرعي التوضيحي من صفحة العنوان الداخلية، إذ جاء العنوان هكذا: (ثلاث قامات من بلادي-كان لي علاقة أو تجربة أو أكثر مع كل منهم-هكذا قرأتهم)
وهذا يشير إلى أن أميرنا العادل لم يتكئ في كتابه هذا على ما هو مدوّن في كتب التراجم والسير بقدر ما اتكأ على علاقته ومعرفته بهذه القامات، وما مرّ به من تجارب معها أولا وقبل كل شيء.
وهذا له قيمته الخاصة خصوصا من الناحية التوثيقية، والدقة في المعلومة، إذ أن المؤلف -هنا- شاهد عيان، ينقل لنا ما شاهده بعينه، وعايشه بنفسه، كما يزيده أو بعضه توثيقا ما ينقله عن الآخرين، أو يستقيه من المصادر، إذ وإن كان هذا الكتاب يقوم على القراءة الشخصية إلا أنه لم يغفل ما هو موجود في عامة المصادر إغفالا كاملا، بل كان يرجع إليه تارة من باب التعزيز والتأكيد، وأخرى بقصد التوثيق، وثالثة من أجل التوسع...وهكذا.
ثالثا-إنه كتاب قراءة:
بمعنى أنه لم يكن هم المؤلف في كتابه هذا ترجمة هؤلاء الأعلام، وعرض سيرتهم وفق المنهج التقليدي لكتب السير والتراجم، بل ولا أن يجعل ترجمتهم وعرض سيرتهم هو الهم الأول له، أو الركيزة الأساس لكتابه، بقدر ما حاول أن يقدم قراءة لهذه القامات، ترتكز على العرض والتحليل والاستنتاج...
وهذا هو المنهج الأكاديمي الحديث الذي يوافق عصرنا الحاضر، وما وصلت إليه الكتابة من تطور كبير في المنهج والطريقة حتى في كتب السير والتراجم.
ولا يخفى على أحد ما لهذا النوع من الكتابة والتأليف من أهمية بالغة، كونه يمكننا من معرفة تلك الشخصيات ونفسياتها وطباعها، وأهم ما تمتاز به من صفات، وما يوجد لديها من قدرات وقابليات، وما تتمتع به من علم غزير، وعقلية وقادة، وفكر نير، ووعي كبير، كما يوقفنا على ما حققته من إنجازات في مختلف المجالات، وربما رسم لنا الطريق في معرفة كيفية الاستفادة من ذلك كله في حاضر حياتنا ومستقبلها.
كل هذا إضافة إلى ما يوقفنا عليه هذا التطور الجميل في كتب التراجم والسير من طبيعة العصر الذي كانت تعيش فيه تلك الشخصيات، وأهم المواقف والأحداث التي حدثت فيه سواء على المستوى المحلي، أم الإقليمي، أم العالمي، وكيف انعكس ذلك على تلك الشخصيات، وإلى أي حد تأثرت به سلبا وإيجابا، وكيف استفادت منه في الحياة، مع ملاحظة أن كلامي هنا ليس عن كتاب (القامات) بقدر ما أنا أتكلم عن أهمية هذا التطور الذي وصلت إليه كتب السير والتراجم بصورة عامة، والتي من المهم جدا أن يلتفت إليها كل من أراد أن يرد هذا المجال.
الخاتمة:
من الصعوبة بمكان أن أتوسع أكثر في عرض هذا الكتاب، وبيان قيمته، وأسباب أهميته، ولكني أختم بقولي: إن هناك عدة أمور تجعل لكتاب (القامات) قيمة كبيرة، وأهمية خاصة، منها ما أشرنا إليه في هذا العرض المختصر رغم طوله، ومنها ما تركناه حتى لا نطيل أكثر مما أطلنا، كتوضيح مفهوم لقب (سيد الشعائر) الذي يتجاوز ما هو شائع بين الناس من أن منطلق إطلاق هذا اللقب على العلامة السيد محمد العلي هو حرصه على إحياء الشعار وإقامة مجالس اللطم والعزاء والمشاركة فيها إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، ومنها ما يتجاوز موضوع الفقاهة في شخصية آية الله الهاجري إلى أبعاد علمية وثقافية وفكرية في شخصيته لم يكتشفها المجتمع بعد بكل أسف، وإلى غير ذلك من أطروحات غاية في الأهمية ضمها كتاب الأمير عن هذه القامات، تساعدك على اكتشافك هذه القامات الأحسائية الكبيرة التي هي وأمثالها محل كل الفخر والاعتزاز، فشكرا لدكتورنا الأمير ما أسداه إلينا، ونحن في انتظار المزيد من عطائه الثري الغني، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
[1]/ وحديثه عنه يبدأ في ص14 وينتهي في ص38 من الفصل الأول في المجلد الأول.
[2]/ وتجده في ج1ص14 من الكتاب.
[3]/ وحديثه عنه في ص15-16.
[4]/ ما بين القوسين هو نص كلام المؤلف، في ص16.
[5]/ وتحدث عنه في ص16-22.
[6]/ وتحدث عنه في ص22-38.
[7]/ ما بين القوسين نص كلام المؤلف، وتجده في ص35.
[8]/ وحديثه عنه في ص38-45.
[9]/ ما بين القوسين نص كلام المؤلف في ص42.
[10]/ وهو في ص45.
[11]/ وهو في ص45-46.
[12]/ ما بين القوسين كلام المؤلف في ص45.
[13]/ وهو في ص46-47.
[14]/ ما بين القوسين كلام المؤلف في ص46.
[15]/ ما بين القوسين كلام المؤلف في ص46-47.
[16]/ وهو في ص47.
[17]/ ما بين القوسين نص كلام المؤلف في ص47.
[18]/ وهو في ص47-48
[19]/ وهو في ص48-50.
[20]/ ما بين القوسين كلام المؤلف في ص50.
[21]/ عرّف الحسن بن رشيق القيرواني الاكتفاء بأنه (هو أنْ يدُلَّ موجود الكلام على محذوفِه، وهو ما دلَّ عليْه بدلالةٍ لفظيَّة، وهو نوع من الإيجاز، لكنَّه أخصُّ منه؛ إذِ الإيجاز ما دلَّ عليه بدلالةٍ إمَّا لفظيَّة، نحو: {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} سورة الكهف الآية، 79؛ أي: صالحةٍ، بدليل {أَنْ أَعِيبَهَا}، وأنَّه قرئ كذلك.
أو عقليَّة نحو: {وَاسْأَلِ القَرْيَةَ} سورة يوسف، الآية 82 أي: أهلها؛ لامتِناع توجُّه السُّؤال لها عقلاً، فكلُّ اكتِفاء إيجازٌ ولا عكْس.
وقيل: إنَّهما متَّحدان، وعلى تسليمِه فالإيجاز من مباحث عِلم المعاني، والاكتِفاء من مقولات فنِّ البديع، ولا يعترض على أهل فنٍّ باصطِلاح غيرِهم.
فمن الاكتِفاء قولُه تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَّ} سورة النحل، الآية 81؛ أي: والبرد، حذفه اكتِفاءً، وقوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى} سورة الرعد، الآية 31؛ أي: لكان هذا القرآن، وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} سورة يس، الآية 45؛ أي: أعْرَضوا، وقوله: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا} سورة يوسف، الآية 46، أي: فأرسلوني إلى يوسف لأسْتَعْبِره الرؤيا، فأرسلوه فأتاه فقال: أيُّها الصديق...) انظر القول البديع في علم البديع، للشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي، تحقيق ودراسة الدكتور محمد بن علي الصامل، دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع بالمملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1425هـ 2004م، ص102.
[22]/ وللوقوف عليه بنصه، راجع ج1ص5 من الكتاب.
[23]/ سورة الشعراء، الآيتان 88-89.
[24]/ وهي في ص7-10 من الكتاب.
[25]/ مضمون كلام المؤلف في بيان أسباب اقتصاره على هذه القامات، والموجود في ج1ص8، ولعله من المناسب أن نشير هنا إلى أهمية التشجيع والتحفيز في العمل والإنجاز سواء فيما يتعلق بالكتابة والتأليف أم غيره، فالبعض قد تكون لديه عدة مشاريع يمكنه القيام بها، لكنه يفقد الدافع لذلك، وربما كلمة تشجيع واحدة تدفعه إلى إنجازها دفعا.
[26]/ للوقوف على نص كلام المؤلف في الحديث عن المشتركات، وهدف الكتاب، وعدم التعرض للترجمة التفصيلية، راجع ص8 من المقدمة.
[27]/ للوقوف على نص كلام المؤلف في حديثه عن منهجه في قراءته، انظر ج1ص9 من المقدمة.
[28]/ يمكنك الوقوف على نص كلام المؤلف عن عدم تعرضه للآراء العلمية، وعما جعله في الهامش والملحقات مخففا به المتن، في ج1ص9 من المقدمة.
[29]/ للوقوف على نص كلام المؤلف في ختام مقدمته، راجع ج1ص9-10.
[30]/ كتابنا (السيد محمد حسن الشخص تاريخ مشرق وحياة حافلة) ص9-10، المقدمة.
[31]/ وبعد صدور كتاب القامات لدكتورنا الأمير، أصدر الأستاذ سلمان كتابه (آية الله الشيخ محمد بن سلمان الهاجري سيرة أخرى) في ثلاث مجلدات، وشارك في مادته جمع كبير من العلماء والباحثين والأدباء والمؤرخين، وكان لي شرف التمهيد له ببحثي (آية الله الشيخ محمد الهاجري في تراث الأستاذ سلمان الحجي) وهو في ج1ص25-72 من الكتاب، كما أصدر الأستاذ سلمان بعد ذلك كتابه الآخر: (سيرة مجد: آية الله الشيخ محمد الهاجري)
[32]/ فقد نشرته في صفحتي على الفيس بوك، وقناتي في التليغرام، وفي موقع المطيرفي، وموقع تراث الأحساء، وصحيفة جهينة الإخبارية، كما نشره موقع الاجتهاد مقدما له بقوله: (تحت عنوان: "كتاب آية الله المجدد الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي: جولة في الفكر وترانيم الوداع” تحت المجهر، يعرض الكاتب فضيلة الأستاذ علي محمد عساكر عرضا وافياً لما ألفه الأستاذ المرحوم زهير علي المحمد علي قبيل وفاته عن العلامة المرحوم عبد الهادي الفضلي.)
جديد الموقع
- 2024-07-07 ليس للمعرفة فقط نقرأ
- 2024-07-06 السياحة في الأحساء الأحساء موضع جذب للسياحة
- 2024-07-06 تريتر والأحمد ينثران الشعر في حضرة ابن المقرب
- 2024-07-06 الكتاب الخامس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي مستجدات التوحد ج4
- 2024-07-06 تستخدم الفيلة أطراف خراطيمها للإمساك بالأشياء بدقة عالية، وهو ما يمكن أن يساعد في تصميم روبوتات بمقابض دقيقة للاستخدام في مجالات مختلفة
- 2024-07-06 كيف يؤثر الاجتفاف (فقد الماء) على وظيفة دماغ طفلك وحالته المزاجية
- 2024-07-06 الاصرار والأمل في شعر محمد عبدالله العلي
- 2024-07-05 قمة منظمة شنغهاي للتعاون في 2024 مواصلة التنمية السلمية والالتزام بحسن الجوار والصداقة وبناء نمط جديد من العلاقات الدولية
- 2024-07-05 شراكة مجتمعية تجمع بر الفيصلية بمؤسسة رضا الوقفية
- 2024-07-05 تكريم (٤٠)متفوقة من أبناء المستفيدين بمركز بر حي الملك فهد